الاثنين

اترك المستقبل حتى يأتي

..
 







(( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) لا تستبق الأحداث ،
 أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ،
 إن غدا مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ،
 فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ،
 ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، 
أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ،
 إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، 
أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ،
 لأنه طول أمل ، ومذموم عقلا ، لأنه مصارعة للظل.
 إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ،
 وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ) 
كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ،
 وسوف ينتهي العالم بعد مئة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، 
 والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، 
لا تنتظر زحفه ، لأنك مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ،
 فحذار من طول الأمل 

من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يجب كتابة رموز الأيقونات من اليسار نحو اليمين لتظهر في تعليقك,أو قم بنسح الرمز ولصقه مباشرة في تعليقك.